ramadan1.jpg

رمضــــــــــــــــــــــــــــــــــــان جاء
توقف
نعم توقف
كائناً من كنت
توقف
فهذا رمضان جاء
و عاد
و استهل الباب
وحل بيننا
شعرنا به أم لم نشعر

نعم رمضان
الذي جاء مرراً في حياتنا
جاء اليوم

رمضان الذي جاء
و نحن في قمة البراءة
ثم جاء و نحن في قمة الشقاوة

جاء و نحن في قعر الإسفاف
ثم جاء و نحن في قمة الهمة

جاء و نحن في أصلح حالاتنا
و جاء و نحن في اطلح صورنا و حالاتنا

جاء
نعم جاء
ليعاتب البعض
و يشكر البعض
و يقف بجانب البعض
و لينظر إلى أخرين بشوق

جاء
ليقول
خض في ربوعي تجربةً فريدة إن شئت
أو خض تجربة اعتيادية كأي الناس

عش في ايامي رمضانياً مشرقاً
أو نم ذابلاً في انحائي .. على الرحب و السعة

جاء ليقول
ليس مهماً ان يكون رمضانك
يرضي كل أحد
و لكن عشني بكليتك
و استمتع بلحظاتي للأبد
و بطريقتك الخاصة
التي تحلو لك

ارتق في سمائي
أو انحدر كيفما شئت في ربوعي
لايهم
الذي لابد منه
هو أن تسترسل معي
كيفيما يقودك فؤادك
و تحتم عليك روحك

رمضان يقول
لا اشترط منك الكثير
بقدر لحظات صدق
تحياها بروحك لا بجسدك
و بفؤادك لا بجوارحك
لحظات صدق كلها رقّة

هذا رمضان جاء
سر فيه
على قدر ما
تطربك نفحاته و أنغامه
و تحركك لياليه
و أيامه
و تسرح في مخيلتك بركاته
الواسعة التي يراها
المتلمس لها
الباحث عن أنوارها
و فيوضها

رمضانكم فريد
و كل سنة و صدوركم للخير أرحب

image179.jpg

و كما كان للمسكوت عنهم وقفة إجلال طويلة
(قبل عدة اسابيع)
فكذلك لابد من إلتفاتة كاملة
تعبّر عن الإهتمام و التقدير
لأولئك البشر الذين يملؤون العالم 
والذين لا يلتفت لهم في الغالب أحد

فهم في مقياس الكثير بشر إعتياديون
ليس لهم ميزة تلفت الآخرين نحوهم
فهم عاديّون
قلباُ و قالباً
شكلاً و مضموناً

فهم أقل غالباً (أو اكثر أحياناً) من المتوسط الحسابي
للجمال
و الثراء
أو الذكاء
و الطموح 
أو الجدية
و القدرة على الإنجاز
أو التأثير فيما حولهم 
أو التفهم للآخر
إلى آخر قائمةٍ في تزايد دائم على مدار الساعة

غالب إلتفاتات العالم لهؤلاء هي من باب الإضطرار   
و ضعف الحيلة
لكني أحاول هنا ألتفت إليهم هنا
إلتفاته كاملة
إلتفاته ملئها الإحترام و التقدير
إلتفاته في مضمونها تقول
أنت تستحق إعادة النظر إلى كيانك
لتعرف ما الذي يميزك
فأنت كيان رائع إستطاع بعض المتسلطين
إن يهموك بأنك دون المستوى
أو أنك  أقل
من أن ترفع رأسك عالياً في كل مكان

أنت ضحية الأحكام الجائرة
التي جعلت محور الحكم
المادة و أشكالها
متجاهلة الروعة المعنوية
التي يمكن أن تملأ كيانك

أعرف بأن هذه الأحكام الجائرة
أجبرتك كما اجبرتني
على ان نلبس مثل الناس
و نأكل مثل الناس
و نبدو خارجياً بالطريقة
التي يستحليها الناس
و لكن لا عليك
فيومي و يومك قريب
لنعيش احراراً كما نحب

cars_265.jpg

ساعدوني .. بإهمال ما أكتبه هنا

سري الأكبر
أني نشاز لا يدري به أحد
و لا يدري بحقيقته مخلوق

أنا العكس .. كلما أردت أن تختبرني

فأنا مسالم و سط الثوريين
و ثائر محارب بين المسالمين

و انا هدوء عند ارتفاع الضجيج
و ضجيج حين تعمّ السكينة و ينتشر الهدوء

و أنا الطاهر بين القاذورات
و المستقذر بين أكوام الطهارة

أنا معارض مع السائد المسيطر
و موالٍ بين المعارضين المشاغبين

أنا التنوع المفقود
أو قل الطرف المشاكس في المعادلة
و الذي يجعلها دائمة الإضطراب
مستحيلة الإتزان

أنا مصدر الإزعاج للتقليديين
بالرغم عني
و ربما مصدر السكينة للباحثين عن الثراء
و التنوع و الحيوية
بمحض إرادتي

أتركوني اواصل دوري في الحياة

هكذا يسير كل شيء
فيما يبدو لي
تتحكم القشرة الخارجية بنّا
بأغلب ما تكون عليه حياتنا
و تقبل الآخرين لنا
و الشكل الذي نريد ان نبدو عليه
في جل أوقاتنا

فنحن مهندسون لأننا خارجياً
نبدو كذلك
فمهاراتنا و قدراتنا
و ملكاتنا كما يقولون
تؤهلنا أن نكون كذلك
أو أطباء
أو إعلاميين
أو رجال سياسة
إلى آخر القائمة المهنية
السائدة

و ليس في هذا خطأ
محضٌ
بقدر ما هو طريق
اسهل
يطرقه كل أحد
ليضمنوا لقمة العيش
و عيشة اللقم المعدودة

الطريق الشاق
هو التغلغل إلى ما تحت القشرة
و ما فوق المشاهد او قل
ما تحت المحسوس من جذور ضاربة
في عمق الذات
لنصل او لا نصل
لذواتنا الحقيقة التي
يمكن ان تكون إشراقة البشرية الجديدة

و احدى مشقات هذا الطريق
الوعر الموحش
أنك و منذ البداية
ستتعالى الأصوات من حولك
هذا مجنون .. فاحذروه

الظلام رغم غموضة
له قشرةٌ تتبدى
رغم السواد الذي يحيط به

علمت بهذا عندما
قضليت الليلة الفائتة
لحظات في الظلام
لحظات لا تتوقف إيحاءاتها
على نفسي و روحي

و قد قررت أن اخط شيئاً عن قشرة الظلام
المحسوسة
و اخرى تتبعها
عن ما وراء الحدث
و ماتحت القشرة الخارجية للظلام

حرك كوامن النظر في الظلام
وجبة عشاء في أحد المطاعم الفريدة
في لندن
دعاني لها أحد أعز الأصدقاء
المودعين للندن
و الذي يميزه انه شخص
على استعداد
لأكل أي شيء بما في ذلك
أغرب الكائنات البحرية
مثل الأخطبوط و غيره
دون تردد

كانت ميزة المطعم
الرئيسية
أنه مظلم تماماً
فلا أنوار فيه
و لا حتى بصيصٌ منها
بل إن كل ما يتولد منه النور
مثل الهواتف النقالة و نحوه
يعتبر من الممنوعات
التي لا يمكن الدخول بها للمكان

هذا بالإضافة إلى أن جميع
مقدمي الخدمة داخل المطعم
هم من المكفوفين تماماً
و الذين يقدمون الخدمة باحترافية
اكثر من المبصرين
في تلك الأجواء
على الأقل

و لك ان تتخيل و جبة تمت في الظلام الدامس تماماً
استمرت لما يقرب إلى الساعة و زيادة
ساعة
لا ترى فيها شيئاً
لا شخصاً
فلا طاولات
و لا أشكال
و لا ألوان .. إلا السواد

الصوت في ذاك المكان هو كل شيء
و حاسة اللمس هي ام الحواس
و سيدة الموقف
فثقتنا بما نلمسه بأيدينا هي اوثق من
ثقتنا بما نسمعه من توجيهات الآخرين

ليس الخبر كالمعاينة
و ليس راءٍ كمن سمع
و لعل من كان معنا يدلي بشيء
من تجربته الشخصية

دعوني ارحل الآن إلى ما تحت القشرة السوداء
إلى صميم التجرية
و بعدها الآخر غير المرئي
و لا المحسوس

xbox3601_darkness_33.jpg

الظلام الدامس
تتلاشى فيه الأبعاد
و يغدو فيه الإنسان الساكن مجرد
ضمير مفكّر
و لن نستطيع ان نكون ضمائراً
صرفةً
إلا حين تسكن ارواحنا إلى الظلام

إن اردت ان تفكر في وجودك الماهيّ
الحقيقي
إلتزم الصمت حيث يكمن السواد
و أستروح عبير الصدق الذي يحف المكان

و لكن الحقيقة
أن رغبة الإنسان العارمة
في ملئ الفراغ الكوني
تدعوه حتى حين يسود الظلام
يصرخ
و يتظاهر بالوجود
و تراه يثير الجلبة من حوله
يريد ان يقول أنا هنا
مازلت موجوداً في عالم الأشياء

قال صديقي
الظلام يمنحنا الشعور بالأمان
و الظلام في نظري هو رمز للمجهول
و لكما عظم يقيننا بروعة المجهول
كلما تسللت إلى ارواحنا
مشاعر الإستقرار في الظلام
و مع وجود القلق من المجهول في المقابل
يتبدى لنا الظلام الدامس
شبحاً أسوداً يحيط بنا من كل جانب

السواد مخلوق مهيب فريد
نراه حين يحيط بنا
من خلال تصوراتنا و ضمائرنا
و من خلال ذلك فقط

السواد القاتم لا لون له
تماماً كالبياض الدامس
و الإحمرار القاني
و ليس السر في قتام السواد
بقدر عجزنا عن استشعار تدرجات السواد
السواد الرائع
للأرواح المتعبة من مراقبة كل شيء

الأمور تعرف بأضدادها
و الألوان تدرك بتبابنها
و المشاعر المختلطة لا يدركها
إلا صاحب الحس المرهف
و الإبداع المشرق
و النظرة التي تتجاوز الاشكال
و تغرق في الرمزية

the_movement_of_light_2_b.jpg

 التحرك هو بداية كل شيء في الوجود
و اللحظة التي نبدأ فيها بالتحرك
نحكم لأنفسنا فيها بمستقبل
أكثر ثراءً و تنوعاً

و اللحظات التي لا نتحرك فيها
هي لحظات موتٍ مؤقت
تنتهي بتحركنا
وطرد الخمول
عن أرواحنا

ليس التحرك أمراً بدنياً
بلضرورة دائماً
بل إن أعظم الخطوات
في التاريخ
كانت خيالاً و أحلاماً
و جنوناً و فوضى
و سكوناً في الخارج
و غلياناً بالداخل

فكلما هممت بالتحرك
ترقب بداية جديدة
تطل عليك من قريب
بلون آخر لا عهد لك به
إطلاقاً

قال لي أريد ان اجعل من ابني شخصاً
أفضل مني !!

قلت له .. اترك ابنك و شأنه
و اجعل من هو خيرٌ منك و منه يتولى تربيته

انزعج صاحبي
و ترك المكان

ostrichsmile.jpg

” ابتسم بكل وضوح
ابتسامة عريضة
– نعم –
يجب أن يراها القادم من بعيد
و الواقف من قريب
إبتسامة تملأ وجهك
و تمنح لدفئ على المكان

لا شك بأنك ستتكلفها بدئ ذي بدء
و لكن صدقني
ستغدو هذه الإبتسامة الخاصة
جزءً من شخصيتك

ابتسم من صميمك
و من أعماقك
و استشعر ضرورة أبتسامتك
و آثرها البالغ فيمن يلقاك

أعلم بأنك من الداخل
لا ترى بأن من أمامك يستحق الإبتسامة
بالضرورة
أو أنه لا يسوى شيئاً
لينال منك كل هذا الإهتمام
و المعاناة

و لكن ابتسم
و كرر المحاولات
حتى تبدو ابتسامتك
صادقة اكثر مع الأيام

ابتسم
حتى ينتهي وقت عملك
و لحظات التواصل مع زوارك
اتبسم حتى آخر قطرة
كما يقولون
هـ ها ها هو !!

يمكنك بعد ذلك ان تخلع قناعك
و تعيد شفتيك للوضع الطبيعي
المعتاد
و تكشر عن حقيقتك كيفما بدى لك
لا ضير في هذا و لا بأس إطلاقاً
المهم
أن تعود لنا غدا
في الصباح الباكر لتبذل
ابتسامتك الصادقة من جديد
تلك الإبتسامة الحميمة
التي نبذلها
للزبائن الكرام
دون أي مقابل

كان هذا مجمل ما قاله لنا الخبير العالمي
في خدمة العملاء و …
قبل ان يتحفنا هو الآخر بابتسامة
صادقة نحتها على شفتيه
باحتراف
 و ما خفي كان أعظم

mayollioness.jpg

ماذا سيحدث يا ترى
لو أصبحت اللبوة فعلاً (الأسدة أنثى الأسد) ملكةً للغابة

ما ذا سيحدث في توزيع المهام في الغابة
و ما الذي سيتغير في أمزجة الحيوانات
و ما هي الأفكار الجديدة التي ستغزو عقول
شباب الغابة

و هل سيتغير طاقم الوزراء
من الذئب و الثعلب والنمر
لصف نسائي مقرب من سيادة الملكة

هل ستتحرك فلول الحيوان لتغزو المدينة
البشرية المجاورة
أم أن غابة مابعد حداثية مرنة ستخرج للوجود

هل ستتجه القرود نحو القيم البشرية الحالمة
أم أنها ستواصل حيوانيتها المعهودة
و بشيء من الرومانسية الطفيفة

للمعلومية فاللبوة
هي فعلاً ملكة الغابة
ملكة كل غابة
و الأسد مجرد صورة للخطابات الرسمية
و استقبال الوفود
و على مملكة الحيوان السلام

sardin.jpg

 أن نتحرر من تربيتنا الساردينه
وننتقل للعالم الرحب
الحر
مخلفين كل تبعات الروابط القطيعية
و راء اظهرنا
تحدٍ شاق ما بعده تحدٍ

و كم يتراجع الكثيرون مع أول بارقة نقد
ليس لأنهم ضعفاء بالضرورة
و لكنهم ضحيّة
عملية سَردَنهٍ مكثفة
دامت لسنوات
أو ربما لعقود

عادةً ما نقيس الزحام
في مجتمعاتنا
بعلبة الساردين
التي يجب الخروج منها
و ما علمنا بان العلبة ليست جماداً
بحتاً
بل هي نفسية في اللاشعور
أولاً
تترتب على هذه الهيئة من الوجود
الوجود البوليسي
المقيّد و المقنن
المنضبط قسراً
والذي لا توجد فيه مساحة حرة
للتحرك
أو للتفكير
أو لشم النَفَس

لذلك كانت مخلفات العلب الحديدية
في اللاشعور
أعوص
بل ربما تكون كافية
بالحكم المؤبد على
الساردين
بأن يبقى كذلك للأبد

البعض يقول علبة الساردين
ضرورة تربوية مرحليّة
نخرج منها إلى المرونة و الحرية
عندما نكبر و ننضج
و الحقيقة أن النحت السارديني
في الصغر
ربما يجعل الخروج من دوامة العقد
و الهواجس
أمر شبة مستحيل
بل ربما يغدو التفكير في الخروج
من العلبة
في أذهان الكثيرين
تهور و جنون و
مراهقة متأخرة
لابد لها من علبة جديدة
تصحح المسار

mouse.jpg

الحمام و الفئران .. وجهان لعمل واحدة
هذا ما قلته سابقاً
فاستاء منه البعض
و لكني اليوم اكثر قناعة
 بأن وجه الشبه بين الفأر و الحمامة كبير
في طبيعة الأكل
و الإلحاح
و صفاقة الوجه فهو لا يفهم أبداً أنه غير مرغوب فيه

وجه الإختلاف هنا و الذي هو ربما
مشكلة الفأر بأنه
غير دبلوماسي إذا ما قورن بالحمام
فهو سوقي .. قبيح ..
 لا يحاول من تغير الصورة الذهنية عن نفسه عند الآخرين

و بهذا الفرق الوحيد و الجوهري 
فإن على الفئران أن تسلك الطريق الأصعب من أجل البقاء
فالحمام يحمي نوعه من خلال التمسكن
أما الفئران فهي تسلك سبيل الشطارة و الشطّار

و لهذا
لا نحتاج لكثير ذكاء لندرك بان الحمام حيوان غبي
و الفئران حيوان أكثر من ذكي
(أذكى منا في أغلب الأحيان)

aquarium.jpg

اليوم كنت في رقفة ابني
لعالم الأسماك الممل 🙂
و الذي أعرف عنه القليل
على أي حال

و مما لفت انتباهي
نوع أو فصائل من الأسماك
التي لا تقدر على الإجازة
و تغيير الجو
و العيش بعيداً عن زحمة الحياة
و الروتين
يعني بالعربي
غاوية نكد!!

لدرجة أن بعض الأسماك
قد و فّرت لها أحواض من المياة دائمة التموّج
و التحرك العنيف
و كأنها تعيش في مجري نهر
لا يعرف الرحمة

إنها فعلاً أسماك لا تعرف الشاعرية
و لا الإستماع بضفاف نهر التيمز العريق
و لا التواري تحت ظلال عين لندن الناعسه
تماماً كبعض (اغلب) العرب في اجازاتهم السنوية
في لندن

هذه الأسماك كان يجب أن تترك
في بيئتها الطبيعية
من أجلها
و من أجل الآخرين أيضاً

ألا يكفيك أن تكون عبقرياً في نظر نفسك
ولو كنت مدفوعاً بالأبواب ليس لك رصيد

ألا يكفيك أن تعيش عبقرياً لحظة بلحظة
حتى لو قضيت إنساناً عادياً لا يعبأ بك أحد

أليس العبرة في الحقيقة بغض النظر
علم بها الآخرون أم جهـِلوا

أريد ان احيى عبقرياً ..
و لا يهمني يومها كيف أموت

thegardener.jpg

في عالمنا المادي
البراغماتي
لكل شيء تعريف خاص
تصوغه الماكينة الإقتصادية غالباً
بمنئاً عن المجتمع
و احتياجاته غير المادية

و العبقرية أحد المفاهيم المحدودة
في عقلية الإنسان المادي
او قل في ضحايا النظام الرأسمالي
الجاثم على العالم
و على صدور و عقول الشعوب

نحن نتصور
عالم فيزياء أو رياضيات عبقري
أو باحث إجتماعيٍ عبقري
أو رجل أعمال ألمعيّ مبدع أو قل عبقري
أو في رسام او نحّات أو عازف و غيرهم

و لكننا يصعب علينا احياناً في
أن نرى العبقرية
في إنسان مغمور
لم يثبت و بقوة لكل احد بأنه عبقري
في إنسان بسيط مخترع للنكات (الطرائف) لأبناء حيّه
أو في منسق زهور في حديقة صغيره مغموره
أو في ماهر في طرح الأسئلة المقلقة مع نفسه
أو في خادم ٍ حافظ على وظيفته المملة لأعوام طوال
أو شجرة أقامت و سط الصحراء و الحر الشديد دهراً
أو في إنسان استطاع أن يربي عشرة رجال بدخل زهيد
أو إنسان استطاع أن يترك الشهرة بكامل اختياره
و غيرهم ممن لا اراهم الآن
لسكرة المادة التي تختمر عقلي
و تسيطر على نظرتي لكل ما هو حولي

هؤلاء جميعاً عباقرة بالنسبة لي
فماذا عنكم
هل ترون ما أرى؟

articles_2004_halibut.jpg

كان هيلبت جاكسون طفلاً خجولاً
وكان هيلبت جاكسون لا يحب أن يلاحظه الآخرين
كما ان هيلبت جاكسون كان يحب أن يمتزج مع خلفية المكان
 للحد الذي يجعله غائباً عن الأنظار

كان لهيلبت جاكسون لباس خاص عندما يزور الحديقة
ليساعده على التخفي

وكان لهيلبت جاكسون لباس آخر خاص عندما يذهب إلى السوق
ليساعده على التواري عن الأنظار  أيضاً

كم كان لهيلبت جاكسون زي خاص عندما يزور المكتبة العامة
ليجعله بعيداً عن ملاحظة الآخرين و نظراتهم

ومع كل هذا فقد كان هيلبت جاكسون يفضل البقاء في البيت
في أغلب أوقاته
حتى لا يواجه الغرباء

و في يومٍ من الأيام
جاءت هيلبت جاكسون رسالة ذهبية فاخرة
تدعوه فيها الملكة
لحضور الإحتفال بميلادها
و الذي سيعقد في قصرها المشيد

بدأت تتجدد في ذهن هيلبت جاكسون
صورة القصر – الذي ملأت جوانبه
ذهباً و فضةً و مجوهرات
و تذكر أنه كم تمنى لو تشرف برؤية القصر بعينيه
فعلاً

و لكن عندما فكر في الزي المناسب لهذه المناسبة
و الذي يمكنه التخفي فيه
و جد أنه لابد من أن يصنع ثوباً من الذهب و الفضة
مطرزاً بالمجوهرات
و هذا ما فعله فعلاً استعداداً للحفلة المرتقبة

و جاء يوم الحفلة
و بالفعل اتجه هيلبت جاكسون إلى القصر
و كانت المفاجأة
أن أقيمت الحفلة في حديقة القصر
بدلاً من ساحاته الداخلية المذهّبة
و الذي جعل من هيلبت جاكسون
بارزاً للعيان
و محطاً لأنظار جميع من في الحفل
و في مقدمتهم الملكة و الملك
اللذان طلبا من هيلبت جاكسون
أن يقوم بتصميم ثيابٍ تشبه الثياب التي
خاطها لنفسه

و بعد ان فعل ذلك فعلاً
ذاع صيته في المدينة التي يقطن
و الذي جعل أهل البلد يتوافدون عليه
مما جعله
يفتح محلاً خاصاً لخياطة الثياب لكافة المناسبات
و بأغلى الأثمان

فلتحيا العفوية
و ليذهب التكلّف إلى الجحيم

*** كانت هذه هي القصة – بتصرف – التي قرأتها لابني هذا المساء قبل ان يخلد إلى النوم العميق ***

gold1.jpg

لو أن لابن آدم واد ٍ من ذهب
لتمنى أن له وادياً آخر
فكيف لا يسوّق الأطباء
للولادة القيصرية
على حساب الطبيعة
و طرائقها 

واحد زائد واحد يساوى إثنان
فكيف يفوت الإنسان فرصة للكسب السريع
و المضمون

الولادة القيصرية
فوق هذا المكسب العاجل
للأطباء و المستشفيات
فهي المبرر الوحيد في نظري
لبقاء مهنة أطباء النساء و الولادة
فكيف يقضي المرء على نفسه بنفسه
مستحيل

القابلات تهمّهم صحة المرأة و الطفل دون تعقّل !
و الأطباء يهمّهم بكل إنسانية المرأة و الطفل …
و الإستياء على جيب الرجل أيضاً بدون أدنى شك

كلما زاد غلاء المستشفى
و المستوى المالي لزوارها
ارتفعت
ضرورة الولادة القيصرة
لدى عملائها
بقدرة قادر
و أول العلاج الكيّ
لتكون أودية الذهب

من جد و جد
و من زرع حصد
و من سار على درب النصب وصل
و بسرعة البرق أيضاً

le_bat.jpg

 الخفاش
حيوانٌ لطيف في نظر البعض
يطل على الحياة كل ليلة
حين تغيب الأنوار
و يعود إلى كهفه مع شروق الشمس
حين تبدأ الحياة
هواه ان يقف معكوساً
عشقه أن ينظر إلى الحياة بالمقلوب
رغم انه عديم النظر

ليس الخفاش وحده كذلك
أنا شخصياً أعرف بشراً خفاشيين
أو قل خفافيشٌ بشرية
بل أعرف مجتمعات بأسرها
ترى العالم بالمقلوب
و تقول يا فتاح يا عليم
عندما تغرب الشمس

عليك السلام يا خفاش

human-space-universe-cosmos.jpg

كثيرون هم أولئك الذين حاولوا تعريف ماهية الإنسان .. فلم يفلحوا
ما هو التعريف الذي ناسبكم على أي حال (مع ذكر المرجع للتعريف)

أضف تعريفك في رابط التعليقات

madina2k_8bit_512a1.jpg

 أهل المدينة المنورة .. تعبير صادق عن الثورة
و الرغبة العارمة في اعتناق الأفكار الجديدة
و ليس هذا بجديد عليهم
فهم منذ بيعة العقبة كذلك
يريدون أن يغيروا على أهل الوادي
بعد المبايعة بلحظات
و ربما كانوا كذلك من قبل الإسلام أيضاً
ثوارٌ بامتياز
و هم كذلك إلى يومنا
و تجربتي الشخصية معهم أثبتت
شيئاً من هذا

فيوم كان التدريب لي مذهباً
قمت بألقاء دورتين يتيمتين حول الذات و تطويرها
و المستقبل و رسم معالمه
و القرار و مسؤوليته
كان هذا منذ أعوام
قلت فيه كلمات عابرة عامة
و لجهلي ما علمت بأن أهل المدينة
كان يقولون لي متسائلين
هل نغير على أهل الوادي
مع أن كلامي لا يدعو لذلك
لا من قريب و لا من بعيد

وقد تواصل معي البعض
خلال الشهور القادمة
متذمرين من الأثر المدمر
الذي خلفته كلماتي العابرة
في أبنائهم

و ما أبرء نفسي
فكلماتي كانت تحمل فكراً جديداً
لا يتحمله كثير من التقليديين
لكني لا أظن بأني أتحمل
كامل مسؤولية الثوّار
على النمط التقليدي في اختيار المستقبل
فهذا فخر لا أدّعية
مع سعي الحثيث نحوه
فشكراً لأهل المدينة الثوّار

72032679_63bed01b38.jpg

لقد بالغ القصيبي
وأساء
حين ادعى بأن لندن لا تهتز برحيل أحد
و لا تدمع لحور نجومها و كواكبها
و لعل ما نشهده و تتلظى به أرواحنا
لفراق البعض بغتةً 
دليلٌ على فراغ دعواه
و خلوها من الصحة
فلندن اليوم تبيت شاحبة
كما لم تكن من قبل

لقد أريد بلندن الليلة أن تبيت في الظلام
فلا يبدو فيها شيئاً كما كان من قبل
و لا تحلوا أرجائها و لا أنحائها
كما كانت دوماً
أنساً و رَوحاً و جمالاً و عبيراً
لمحبيها

كيف لا تذبل لندننا
و قد ترحلت عنها أقمارها و شموسها
و أطيابها و رياحينها
و بقية الخير فيها
و بقينا نعدّ الايام فيها وحدنا
عداً بطيئاً
بعد ان كان عدّ الايام سوياً
لحناً منعشاً
و عبيراً مطرباً
و قصة لا نريد لها أن تنتهي

إلى رفاق كل جمعة
و إلى كل مودع لنا مفارق
عسى ان يكون اللقاء قريباً
هنا .. فنحن في الإنتظار دوماً
باقين على عهد المودة
فالمكان ما يشغف قلباً
و لكنه ساكن المحل
و انيس الردب في غربة الأرض و الروح

إلى لقاء

drake_disappear3.jpg

أريد ان أغيب عن أعين البشر مجدداً
أريد أكون ساكناً بين الحروف
أريد أن أكون سكتةً بين الأصوات
أريد أن اعيش وادعاً برغم كل الصراعات
أريد أن أغيب من جديد

أريد أن أتوارى بعيداً عن كل شعار
وأن أكون مجدداً مبذولاً لكل البشر
و أن يختفي اسمي من كل قائمة
ليكون كما كان
لا يدري به أحد

أريد أن أكون من جديد
كما كنت دائماً
نكرةً بين المعارف
و هباءةً بين الأشياء
و ذرةً صغيرة تتلاعب بها النسائم

أريد أن أهيم بفكري من جديد
حيث لا يراني أحد
و لا يشعر بوجودي أحد
غير حبيبي
لأعيش من جديد
كما أحب أن أعيش

أجدني مضطراً
بأن أقف إجلالاً و تقديراً
لأولئك الغائبين
الذين سكت التاريخ عن ذكرهم
و اكتفى بالأوفر منهم حظاً
بالذكر و الثناء و التبجيل
 و استغنى عن إجلالهم الزمان
بالأكثر منهم ثرائاً
أو الأوسع نفوذا
أو الأعلى ضجيجاً

إلى أولئك المجهولين
الذين لولاهم لما كان التاريخ
و لما كان للتاريخ عظماء

إلى أولئك الواقفين تحت الظل
رغم صعود الملايين إلى لفح الشمس
و المتوارين عن الأنظار
برغم كل الأعناق المشرئبة

إلى اولئك العاملين بجد
لتشرق الشمس من جديد
لتشرق الشمس
دون اشتراط أن يكون لهم منها الحظ الأوفر

 وقفة إجلال .. و قفة يجب أن تطول
فلعلها تفي بشيء من الحق

limseekhai_a_1600x1200.jpg

أنا حائرٌ هذه الايام
ما بين القشرة و بين ما تحتها
و مع أيهما يجب أن أسترسل

فالقشرة جذابة مليئة يفمهمها
أغلب البشر
بينما يبقى ما تحتها سر من الأسرار
و شيفرة يصعب تفكيكها
و الإلمام بمعانيها

وصف القشرة يطول
ولا يمكن شرحه باختصار
فالترميز فيه يذهب من بهائه
و يضعف من تأثيره

أما ما تحت القشرة فهو قانون
رقيق مختصر
يجعله التطويل و الإستفاضة
مسخاً عديم البهاء
محدود التأثير و الوقع

لا انكر بأني – بحكم طبيعتي
أميل للإختصار
 و النظر فيما ينزوي تحت القشرة
أكثر من انسياقي نحو التعليق
عن ما يدور فوق القشرة
 أو على سطحها
و الذى ربما يراه الكل دون أدنى مشقة

رغم هذا الميولي الطبعي
فلقد فكرت فعلاً
في أن أضيف تصنيفاً جديداً
في مدونتي
أسميه
على القشرة
أتخاطب فيه مع الناس
باللغة التي يفهمون

ما رأيكم؟

12crackpotideas1a.jpg

أفكارنا ليست أفكارنا بالأصل
فهي مجموعة من السرقات الصغيرة
التي لا تُرى بالعين المجردة
فمن أين نكتسب الحق في احتكارها
و حيازتها
و التحكم فيها
و محاسبة الآخرين لاستعمالها
و كأنها صارت ملكاً مباحاً
و حماً مستباحاً

مازالت ثلاث أرباع النظريات و القوانين
باسماء واضعيها
بل المدن و البحار
و الاشجار و الثمار
محتكرة من قبل ملاحظيها
فكل إنسان حضر ميلاد الفكرة
ألحقها بنفسه
و عزاها لجهده

و الحقيقة في نظري
أن أفكارنا ليست ملكاً محضاً لنا
و ليست إبداعنا الصِرف
بل نتيجة إختلاسات مبعثرة
و متباعدة يصعب الربط بينها
خاصة ًمع إعادة التسمية
و تبديل الغلاف

ليس هذا إنكاراً للجهد العطاء
و لا البذل المستمر
فهذا مشهود لا مرية فيه
و لكن لابد أيضاً من كفاح الأحرار
في تحييد الأفكار
و تعميمها
و إشاعتها
ولابد أن يتنادي بذلك المشاغبين
في كل أرض

wild_animal_oil_paintings.jpg

قال لي أحد الرفاق يوماً
أريد أن أكون حيواناً لبعض الوقت فقط
الحقيقة هو لم يقل هذا بنفس العبارة السابقة
و لكن عبارته تعني شيئاً من ذلك
فهو يريد ان يكون للحيوانية من ذاته
أقرب و ألصق منه إلى إنسانيته

فهو من خلال تجاربه السابقة
وجد بأن إنسانيته لا تطعمه خبزاً
بقدر ما يمكن لحيوانته ان تكسوه ذهباً

و هو إن حافظ على إنسانيته فإنه سيخسر
فرصاً لجذب الحيوانات من بني جنسه
ليظل رهين الإنسانيين أمثاله
الإنسانيون الذين لا يفهموا لغة الغزيرة
الحيوانية الحميمة
فهم لا يسمنون و لا يطعمون من جوع

“أريد ان ألبس حلة الطاووس
و أغرد بتغريد الببغاء
و آكل اللحوم بشراهة
و ألقي بكل ذرات الإنسانية
و الرحمة و الحنان جانباً
لأبدوا قوياً جميلاً جذاباً واثقاً
في انقضاضي على فريستي
دون أدنى تردد
 أريد أن أكون حيواناً لبعض الوقت”

222519721.jpg

عجيبٌ (أو لذيذٌ) ذلك الإحساس البشري
الحميم
الذي يحرّك شغف الإنسان للتناقض
و الجمع بين الأضداد
في أقصى حالاتها حدّةً و تنافراً

الجمع بين قمة الأدب وقمه التبجّح
و المزاوجة بين الغني بفحشٍ و الفقر ببأس
ارتداء الثوب النظيف طهراً بعد التطرف في القذارة
التنقل بين قمة المادية وبين الغياب عن عالم الوجود
أو الترنح بين بهاء العقل و الحكمة وبين خفة الجنون و الطيش

ليس هذا الإحساس
من الامور المتكررة بالضرورة
و ليس على شاكلة واحدة غالبة
بقدر ما هي لفحات تطرف و تناقض
تهفو إليها بعض النفوس مروراً
و تتوق إليها الأفئدة لمماً
لنعود بعدها
إلى طبيعتنا التقليدية التي
لا تحب التناقض
و ترفض الجمع بين الأضداد

2007-3-16-barry-mann.jpg

المبدعون
قصص قصيرة
و ليسو قوانين جامدة

و كم يموت مبدع و تذبل زهرته
عندما نريد من قانون العامة أن تحكمه
فالمبدع رسالةٌ فريده لا يقرأها الإعتياديون
و لحنٌ لا يتذوقه غير الملهمين
و بداية من غير نهاية
فالإبداع و النجاح ليسا على وفاق دوماً

و أفضل ما يمكن أن نقدمه
للمبدع
هو كامل الحرية ليكتب قصته بنفسه
قصته التي لا يشترط فيها الحبكة
أو النهاية
بقدر ترك المجال رحباً
لكتابة قصة قصيرة جديدة
مبدعةٌ
تعبّر عن ما بداخله

ego.jpg

ترى هل يمكنني أكتب بعض السطور لنفسي
سطور لن يقرأها غيري
و لن ينظر فيها سواي
و لن يعجب بها أحد
و لن ينقدها أحد أيضاً

هل سأكذب وقتها على نفسي
أم اتصنع لها
أم اختار العبارات كما اختارها لغيري
هل احتاج لأتكلم بلغة يفهمها كل البشر
لأحدث نفسي
أم أن احاسيسي ستكفيني مؤونة العبارة

هل سأحتاج لأنمق الإسلوب
لأنال إعجاب نفسي بنفسي
أم أن نفسي تعرف نفسي لحدٍ
لا تستطيع واحدةٌ التظاهر للآخرى بما ليس فيه

هل سأظهر أمام نفسي كمثقف متعالم
 أم جاهل راغب في التعلم
هل سأكون واثقاً فوق الحدث أم قلقاً متردداً
هل سأفعل ما أفعله عادةً من الإستأثار بالحديث
و إلغاء الآخر و تهميشه و إشراكه شكلياً
أم أني سأضطر لترك المجال لنفسي لتسمع نفسي

اتركوني الآن .. أريد أن أبدأ حديثي
لنفسي
افرنقعوا عني

دوافع الإنسان للعمل و التحرك 
سر من اسرار الوجود
فالدوافع و المحفزات للقيام بأي تحرك
متكاثرة لا تحصى و هي في جملتها
تعود لمصلحة الذات و ما يتبعها
في معادلة صعبة التفكيك
و الحكم بالصدق على هذه الدوافع
قضية صعبة و معقدة
و البعض يرى بأن لا دوافع أخلاقية  محضة من وراء الفعل
فهناك شبكة من المصالح الذاتية الخفية التي
تقف من وراء الفعل
و تستر تحت ظلاله
و ليس هذا مجال البحث هنا

 ما أريده هو
أنه إن كان ثمة دافع صادق للعمل
تتجلى فيه الاخلاقية
و اللا .. أنانية
فهو دافع الحب

فالحب أصدق الدوافع
و ليس ثمة اصدق من المحب
في تفانيه لحبيبه
و هو الأصدق بالنسبة لي لأن من الصعب
إن كان من الممكن أصلاً
تفكيك ما يدور داخل نفس المحب
و هو في سكرة الحب يهيم
و لخاطر من يعمل و يتحرك
و هل تفانيه لمحبوبه
من أجل محبوبه أم من أجل نفسه

ما يترجح لدي الآن هو
بأن الحب هو اصدق دوافع المرء للتحرك
 إذا ما قورن بغيره من المشاعر
و المحركات
و كل حركة مجردة عن الحب ..
هي حركة انانية مصلحية
بصورة خفية أو جلية
ليس هناك فرق

المحبّون هم الأصدق بيننا

appearance.jpg

في عالم تسيطر عليه المظاهر
يغدو الإنسان مجرد مشاهد
تمر على الآخرين
ليتفحصوها وفق قوانينهم الجامدة
غالباً
ثم يقرروا وجودها من عدمه مباشرةً

و في مثل هذه الظروف
تتحلل كياناتنا في سبيل
الحصول على قبول الآخرين
وفق قانونهم المجحف الظالم
التي لا خيار لنا فيه

مشاهير السنما و الغناء
هم احد الأمثلة البارزة
لعالم المشاهد
عالم المظاهر
و التي لا تعبر فيها ذواتهم عن نفسها
بقدر ما تتحكم فيها توقعات الناس
و رغباتهم في الجزء المشاهد منهم
في طريقة دائرة تصيب بالدوار
عند محاولة معرفة نقطة البدء فيها

و في عالم المظاهر
يحتل المشهد الاكثر زخماً
موقع الأصل و الإساس و الخلاص
للآخرين
إن أرادوا ان يبقوا في الصورة
و على المسرح
و في البؤرة
بعيداً عن عالم النسيان
المشؤوم

عالم الغياب .. هو عالم الحقيقة
عالم الشهود .. هو عالم الوهم
ربما

22251972.jpg

هل يمكن احدكم مساعدتي هذه المرة
فما زلت متردداً
في أي الناحيتين يكون كياني الحق
مع المثاليين الحالمين
أم الغاضبين الثائرين

أم هل يمكن ان يكون
فيّ شذرةٌ من النقيضيين
و طيفٌ من البريقيين
و سهمٌ من الكنانتين
أو أني بطبيعتي لإحدى الحالتين أميل

أرجو ان لا يكون حكمكم
بناءً على ما أكتب و حسب
فأنا كما أحاول أن أكتب
إحاول أن أقول ما يدور في خلدي
من خلال الحوار و المجادلة
و تبني دور محامي الشيطان

هل من مساعدة .. منكم هذه المرة

كم يا ترى يمكن تتغيير
نظراتنا لما حولنا
حين نراجع مفاهيمنا
من خلال طفلنة (من الطفولة) التساؤل

لاحظت هذا عندما أردت أن أشرح لابني
ما الذي تفعله قذيفة صاروخية تذكارية كبيرة الحجم
موضوعة في احد محطات القطار
لقد اعادت تلك اللحظات تساؤلات كثيرة داخلي
ما هو تعريف الحرب (للأطفال بكل صدق)
و الإسلحة النووية (للأطفال بكل صدق)
و مجلس الأمن (للأطفال بكل صدق)
و لماذا نأكل الحيوانات البرئية (للأطفال بكل صدق)
و لماذا يبيعوا السجائر القاتلة في البقالات (للأطفال بكل صدق)
و لماذا بعض الأفلام لا تصلح لنا نحن الأطفال (للأطفال بكل صدق)
و آلاف من التساؤلات الطفولية
البريئة
و المحرجة
و المستفزة للبعض

 لا اريد ان يلفت انتباهكم الإحراج
المصاحب لهذه المواقف
فهو امر سيحدث على أي حال

ما اريد تسليط الإنتباه عليه
هو القيمة التي يمكن ان تضيفها
طفلنه التساؤلات حول ما يجري في العالم
و كم هي الأمور التي ستتبدل في تصوراتنا
من بعد

اترككم لوضع تجاربكم

الاميرة الأولى
من لي بمثلها
و من يطول شأنها
و من يحلم ان يرقى لعليائها
إنها من تشرف معنى الإمارة بها
و من لم يزدها لقب الإمارة شيئاً فوق معانيها
إنها اميرة الإبداع
و الحياة
إنها أميره الأمل
و اللمسة الساحرة
إنها أمي أنا

و تسللت الاميرة الجديدة
إلى مقرها العامر في قلبي
و الخدر الحاني من فؤادي
تسللت و كان ما كان

قالت لي زوجتي يومها
لقد دخل إلى حياتك يا هذا
انثى اخرى غيري
ليس من طريق للإنكار
لقد كان ما كان

كيف كان ما كان
و القلب مخمّر
هذا امر آخر لابد من سبر غوره
اترى السر في اسمها
أم في حجمها
أم لأنها كيانٌ حيٌ مني
و قطعة من نفسي
أم السر في توقيت كل شيء

أميرة الحسن
بحجمها الصغير
و هدوئها الحنون
لطف الله لي في الغربة
و سر من اسراره يحنو عليّ
و إشاره رحيمة منه تقول
ما ودعك ربك و ما قلى
فكيف لا تحل مني مكان الروح و الجسد
إنها الاميرة الثانية في حياتي

لا سبيل للإنكار

نعم هناك فرق

 المؤدلج يخترع القانون و يتبناه .. حتى حين لا يلزمه أو يمكنه تحصيل ذلك

عندما تبنت شعرات التحاكم (إدعاء الحكمة)  في رأس الحر .. يتحول إلى ايدلوجي متعصب

الحر وفق منظومة محددة .. ايدلوجي لا يريد ان يعترف أو يوصم بصفته

المؤدلج ينظر بعين معتقداته .. و كأنها عين الكون تنظر

حتى يكون للحر كيان و رصيد .. لابد من أن يتأدلج

الزهرة البرية الحالمة .. لا يهمها نظر الآخرين إليها .. أو انجذابهم نحوها

الأيدلوجيا .. مكان فيه كل ما لذ و طاب إلا الحرية

المتنقل بين الأيدلوجيات كـ … الرحى من بعض الاوجه .. يراوح مكانه

المؤدلج يرى الاطر التي يضعها صمامات أمان .. بينما يرى أطر الآخرين كقيود و عوائق ثقيله

art5.jpg

عندما يقترب الصباح
لابد من أن يستيقظ البعض
أو بعبارة أخرى
عندما يستيقظ البعض
لابد من أن يطلع الصبح

الصباح إذن سبب و نتيجة
و علاقة دائرية
فهو ليس بداية و لا نهاية
بل حدث عابر
أرتبط في اذهاننا
ببداية حركة الكائنات الأعلى ضجيجاً

مع انه مجرد ظاهرة تحدث كل يوم
تحاول ان تقول لنا ببساطة
بأنها فرصة جديدة ممنوحة
وأمل متجدد لابد من أن يحتضن
وشريط لحظات يطوى
و عمرٌ يهرول نحو حتفٍ محتوم

ثقتنا بأفكارنا المجنونة
و أنها أفكار يمكن ان تغيّر الوجود
فكرة مجنونه بحد ذاتها
لا يمكن الإستسلام لها
عند أغلب البشر

و هذا يعني أنه إن كنا نتحسس من أفكارنا المجنونه
فإنه لا أمل لنا في أن نتعامل معها
كنوع من الإلهام و الفيض
و الذي يمكن ان يؤدي للعجائب

وبعبارة اخرى
مقبرة الإفكار الكبرى
يمكن تعريفها بأنها المكان الذي
تأوي إليه طوعاً أو كرهاً
الأفكار المعاندة المكابرة المتحدية
و غير المقبولة غالباً من الثقافة السائدة

ياترى كم حرمنا جرء هذا التسلط
على الملهمين تحت مسميات
المنطق و الخبرة و الدراية و التراكم
و كم كان يمكن أن يتغيّر
وجه الأرض بقليل من المرونة
في تفهم أفكارنا المجنونة
قبل اغتيالها في مهدها

window_paradox.gif

لست هناك ابحث إن كان هناك إنسان مبدع ملهم
أم لا
و لكني
أقول بأن الإنسان المبدع الملهم .. إن وجد .. فهو
يغرد عادةً خارج السرب
و بصوت نشاز وفق قاموس السائد
و بلحن يدعو لشفقة الآخرين
أكثر من استحسانهم

هذا الفرق الكبير بين المبدع و بين المكرّر
و المجشتر لإبداعات الآخرين
و إلهاماتهم

أكثر الإبداعات التي تجذبنا
و تجتذب إهتمامنا دراسةً و بحثاً
هي إبداعات وافق المجتمع عليها
بدرجة عالية
ربما لقربها منه
و قدرة الإفراد على إستيعابها

بينما تظل الأفكار الإبداعية المحضة
رهينة صدور أصحابها
بينما ينظر الجامدون إليها
كصور من صور الحماقة
و الجنون
و الشعوذة

أفكارنا المجنونة
ربما تكون نقطة التحرك
الحقيقة للحياة
حياتنا نحن

العائد المادي للتجارب
يحكم في أغلب الأحيان
درجة إنغماسنا و استغراقنا في جزئياتها

فالتجارب التي
يلوح فيها البريق المادي كعائد
يكون صمودنا فيه اكبر
و دقتنا في التعاطي مع متطلباتها أوضح

بينما تحظى التجارب ذات القيمة المعنوية كعائد
بدرجة باهتة من التفاني و الإستغراق
إن حصل نوع من منه تأسيساً

مع أن تسعة أعشار
الإسقرار و السعادة النفسية
معنوي صرف
و عشرها الأخير
لا يمكن الحصول عليه بالمادة
وحدها

عذرنا الوحيد
أننا حيوانات

مشكلتني و التي صرح بها
البعض فقط حتى الآن
بأني لست فضولياً بالدرجة الكافية
والحد الذي يعجب من حولي

فأنا لا احب أن اعرف فضائح كل أحد
و لا أن احبش فيما فعله فلان و علان
ضدي او ضد أحد الكائنات الحية في المجرة
فالطريقة عندي
أنه ما لا يمرعليّ بنفسه لا أتعب نفسي بالتقصي وراءه إبتداءً

وليس من عاداتي أن افتح ملفاً علاقياً
لكل من حولي أضع فيه تفاصيل
فضائحهم الواقعة
و الممكنة أو المتوقعه
إلا ما كانت رائحته قد اخترقت أنفي بالرغم عني
أما أن يكون هذا
مبادرة مني فهذا ما لا احبه
و هذا الذي سماه البعض
بساطة و أمعيّة في صفاتي

على كلٍ
فنحن نتوزع نصيبنا من
الفضول كلٌ بما يشبع
نهمته
و يملأ وجوده
فهنئاً للجميع
نصيبهم من الخير

و لماذا يبدو القرد .. هكذا مثل الغزال
في عين والديه
خاصة إن كان قردهم الأوحد

يقولون هو حب ما يشبهنا
أو أستحلاء ما يشاكلنا
فالطيور على اشكالها تقع

فهل حبنا لأبنائنا و استطاف أشكالهم
أستطلطافٌ لأنفسنا و استظراف لأشكالنا بالأصل

مجر ربما..ئيات على الهامش

q.jpg

 السؤال هو ثلاثة أرباع الحياة
و ربعها الآخر هو محاولة الإجابة على الأسئلة

إن اتقاننا للسؤال و الإرباك من خلاله يعتبر أحد وسائل السيطرة
و التحكم في كل شيء ممكن
و ربما حتى كل غير ممكن في بعض الاحيان

الاسئلة التي تدور في أذهاننا هي تحدد
شكل حياتنا
و اسلوب موتنا
علاقاتنا بالأشياء
و مدى تنافرنا معها
و اهتماماتنا بالأفكار
و بؤر لامبالاتنا ببعضها

أغلب الأسئلة التي تحيط بنا
هي أسئلة وضعها الآخرون حولنا منذ الصغر
فظظنا بأنه يجب علينا الإجابة عليها حتى نعيش
مع أن أفضل وسيلة للتخلص من حرج اكوام الاسئلة
هو الرد عليها بأسئلة أكثر إحراجاً و إقلاقاً منها
فلا يوجد في الحياة جواب يشفي
بل هي الاسئلة التي تشعرنا بالسكينة و الرضا
عندما تصوغها أنفسنا من الداخل
على تردادنا لما في الخارج

بقي أن اختم بسؤال ربما يهدم ما بنيت بيديّ
هل ما أقوله هنا يحمل ادنى درجة من الصحة؟

http://underneaththecrust.blogspot.com/

عندما اكون في قمة الحبور .. و التحليق
لا يستطيع قلمي ان يتحدث للبشر .. طويلاً
فأكتفى عندها .. باستعذاب ما أقرأ
و تكرير قرائته حتى الصباح
هكذا .. كل ليلة
و مع تزايد إبداعات الحواررين
اجد كلامي لا يطرب .. فزامر الحي لا يطرب
لا يطربني أنا اولاً .. فكيف يطرب غيري

بل عندما أفكر في قصتي
 أجدها مملة .. مكررة .. لا تضيف للسامع غير ثقل الكلمات
و لكني و برغم كل هذه العقبات
ساعبر
وسأعود سريعاً لأروي حكايتي
إن كانت لي حكاية يمكن أن تروى

المحبون يعيشون الحب
لكنهم ليسو بالضرورة أفهم الناس بالحب

بل أكاد أقول بأنه
لا يمكن للمحبين ان يكونوا أفهم الناس لمعنى الحب
فهم أشبه بالسكارى .. و لا أظن بأننا نطلب من سكارى الحيّ
أن يشرحوا لنا عن عمل الخمر في العقل البشري

المحب يحكي قصته هو
و تجربته هو
و عالمه هو
و يبحث في الحب عن ما يطربه
لا ما يهتك اسراره
و يفضح خفاياه
فالحب عند المحبين شعيرة
أو قل قربه
يتعاملون معها بما لا يخدش قداستها
و يتعدى على سموّها
الحب أعمق من أن تحيط به تجربة واحدة
و قصة قصيرة
و حدث عابر في حياة الإنسان

و المحب و إن بدى على ملامحه وعثاء الحب
فهو لا يعني بالحب قدر إنشغاله بالمحبوب

و محال على فئران المختبر
ان تقود التجارب بنفسها على نفسها
و تحكم على وجودها بموت عاجل
بحثاً على الحقيقة

الفلاسفة هم أفهم الناس بالحب
رغم أنهم ليسو محبين بالضرورة
و الميدان يثبت ذاك
فهل من مبارز