72032679_63bed01b38.jpg

لقد بالغ القصيبي
وأساء
حين ادعى بأن لندن لا تهتز برحيل أحد
و لا تدمع لحور نجومها و كواكبها
و لعل ما نشهده و تتلظى به أرواحنا
لفراق البعض بغتةً 
دليلٌ على فراغ دعواه
و خلوها من الصحة
فلندن اليوم تبيت شاحبة
كما لم تكن من قبل

لقد أريد بلندن الليلة أن تبيت في الظلام
فلا يبدو فيها شيئاً كما كان من قبل
و لا تحلوا أرجائها و لا أنحائها
كما كانت دوماً
أنساً و رَوحاً و جمالاً و عبيراً
لمحبيها

كيف لا تذبل لندننا
و قد ترحلت عنها أقمارها و شموسها
و أطيابها و رياحينها
و بقية الخير فيها
و بقينا نعدّ الايام فيها وحدنا
عداً بطيئاً
بعد ان كان عدّ الايام سوياً
لحناً منعشاً
و عبيراً مطرباً
و قصة لا نريد لها أن تنتهي

إلى رفاق كل جمعة
و إلى كل مودع لنا مفارق
عسى ان يكون اللقاء قريباً
هنا .. فنحن في الإنتظار دوماً
باقين على عهد المودة
فالمكان ما يشغف قلباً
و لكنه ساكن المحل
و انيس الردب في غربة الأرض و الروح

إلى لقاء